منذ آلاف السنين، نجى مِنَ “الإنسان القديم” مَن استعمل عقله في إشعال النار، و النوم في الكهوف، و من أولى الأدوات التي اخترعها الإنسان “السكين”. حيث كان يضرب الحجارة ببعضها لتصبح حادّة، فيصطاد بها الحيوانات لأكلها. و في يوم مشؤوم، و القصة معروفة، وقعت أول جريمة قتل، حيث قتل قابيلُ هابيل ظنّاً منه انه أقوى و أحقّ من أخيه.
و تدحرجت كرة الثلج فبات الإنسان يبدع في اختراع آلات الموت، مروراً بالسيف و المنجنيق و قوس الرماية و المدافع و البنادق و الدبابات و الصواريخ إلى أن وصلنا إلى ثمانينات القرن الماضي حيث أبدع الإنسان بتطويع الطاقة النووية، تارةً لخدمة البشرية و تارةً لدمارها. و مع بداية هذا القرن بدأت الثورة الصناعية الرابعة تتبلور أكثر فأكثر لترسيخ قاعدة واحدة، “لابد من العودة للجذور لنتقدم إلى المستقبل”
نعم، لابد أن نعود إلى أول ما سعى إليه الإنسان القديم لكي نتقدم!
إن أول ما حمى الانسان القديم من الإنقراض كان استخدامه للعقل، الذكاء، Intelligence ! و الدول المتقدمة الآن مدركة تماماً لهذا، فلم يعد تطوير الأسلحة أولى اهتماماتها، بل اصبح صناعة فرعية تبيعها لدول العالم الثالث لجني بعض الأرباح التي تمول بها صناعتها الأساسية “الذكاء” Intelligence.
وبغض النظر، إن كان صناعيًا ام بشرياً لكنهم يطورونه إلى أقصى الحدود لأنهم أدركوا أنه السلاح المطلق، The Ultimate weapon، و يعمل في جميع الظروف. وكما استخدمه الإنسان القديم ليجد مأوى له من وحوش الليل و برده في الكهوف، يستخدمونه الآن ليجدوا مأوى لهم خارج هذا الكوكب المتهالك.
الذكاء الإصطناعي يتحكم بحركة مركبات فضائية في هذه الأثناء، بينما ما زالت معظم دول العالم الثالث تتباهى بصاروخ هنا و سلاح فتاك هناك. خير دليل على فشل هذا السبيل، ما تجده في قصة Stuxnet، الفايرس الرقمي الذي اخترق مفاعلات نووية في إيران و أصبحت هذه المفاعلات تحت رحمة ضغطة زر من صاحب الفايرس (يرجح أنها أمريكا و إسرائيل).
لا سلاح على وجه الأرض ليس له عيوب في التصميم او في التطبيق، و لا عيب على وجه الأرض إلا و يمكن رصده باستخدام “الذكاء” Intelligence. فمن لا زال يسعى للتسلح و انتاج طاقة تدميرية أكبر، أقول له “توقفت ساعتك في القرن الماضي، أصلحها و ادخل الحاضر الذكي لتستطيع اللعب مع الدول الكبرى”.