الكرة قد كسرت الصحن فلا تحاولوا جمعه من جديد!

“بداية أود أن أشدد على أنني لست شيخا او عالما دينيا، أنا مجرد مهندس لدي بعض المقاربات أود أن أشاركها معكم.”

كان الإنسان القديم إذا رأى الشمس تختفي في الأفق ظن ان البحر ابتلعها، و اذا رأى السفن تختفي في الأفق ظن أنها سقطت من “حافة” العالم ولكن…

منذ أكثر من ٢٠٠٠ سنة عاش الفلكي الإغريقي Eratosthenes في الإسكندرية في مصر. في يوم من الأيام سمع أنه في قرية في أسوان وقت الظهيرة تكون الشمس عامودية على الأرض بحيث أنها تصل إلى قعر البئر و تنيره. وهذا اثار حفيظة Eratosthenes لأن ذلك لا يحدث في الإسكندرية وقرر التحقق من ذلك وتفسيره.

انتظر في اليوم التالي حتى انتصف النهار وكانت الشمس عامودية على أسوان و قام بقياس الزاوية التي تضرب بها أشعة الشمس أرض الإسكندرية فوجدها ٧ درجات. ظن في نفسه أن هذا الإختلاف لا ينتج إلا اذا كان الضوء قادماً من نقطة واحدة باتجاه جسم منحني. فقام بقياس المسافة بين الإسكندرية وأسوان والمقدرة حوالي ٨٥٠ كلم و اعتبر هذه المسافة تمثل ٧ درجات من محيط الأرض الدائري المكون من ٣٦٠ درجة(المستند رقم١). بعد مضاعفة المسافة ٥٠ مرة استنتج أن محيط الأرض يبلغ حوالي ٤٢٠٠٠ كلم وقد اختلف حسابه عن القياسات العصرية بنسبة ٥% فقط.

ثم جاء أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني قبل حوالي ١٠٠٠ سنة ليقيس محيط الأرض بطريقة عبقرية وأكثر دقة مستعينا بكتابات وأبحاث الخوارزمي في علم الجبر. إستطاع البيروني حساب محيط الأرض من أربعة قياسات فقط، ثلاث زوايا و مسافة واحدة وكانت على الشكل التالي.

أولا، بحث البيروني عن جبل مرتفع مع خط نظر مباشر من البحر.

بعدها، قام بقياس زاوية ارتفاع الجبل من مستوى البحر، ثم مشى مسافة محددة وقام بقياس زاوية ارتفاع الجبل مرة أخرى(المستند رقم٢).

وبهذا اصبح لديه ثلاث قياسات، زاويتين ومسافة بينهما، وباستخدام قوانين علم الجبر قام بحساب ارتفاع الجبل (المستند رقم٣).

ثم صعد البيروني إلى قمة الجبل وقام بقياس زاوية الأفق البحري، و تخيل مثلثا ضخما وعلى رؤوسه الثلاثة: قمة الجبل، مركز الأرض، ونقطة الأفق. وعاد و استخدم قوانين علم الجبر لحساب شعاع دائرة الأرض R (المستند رقم٤ و رقم٥). وكانت دقة حساباته باختلاف أقل من ١% من حسابات يومنا هذا مع الأقمار الإصطناعية.

فلو كان في الإسلام أي قول بسطحية الأرض لما وصل البيروني والخوارزمي وغيرهم لما وصلوا إليه من ابحاث علمية لأن ذلك يتعارض مع معتقدهم ولانصرفوا عنه.

قال تعالى ( يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ) هل من دليل اوضح من ذلك على ذكر القرآن لكروية الأرض ؟!

و لمن يستشهد بقوله تعالى (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ {17} وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ {18} وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ {19} وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ {20})  نقول التبس عليك التفسير، ففي هذه الآية يذكر الله تعالى بدائع خلقه، خلق الأبل (او الكائنات الحية)، رفع السماء، نصب الجبال، وفي كل واحدة من هذه ابداع علمي وعمليات علمية دقيقة. فعندما يقول (وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) المقصود بذلك الأبداع في أنها سطحت للناظر برغم كرويتها. فلو كانت الأرض فعلاً مسطحة لكانت هذه الآية بلا فائدة كمن يقول (انظر إلى الحجارة كم هي صلبة) ما الإبداع في ذلك؟!

لذلك رجاءاً دعونا نتطور بسلام ولا تعيدونا آلاف السنين إلى الوراء بخرافة الصحن الأرضي، فإن الكرة قد كسرت الصحن فلا تحاولوا جمعه من جديد.

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *