غوغل لمستخدمي google photos: “كش ملك”

هناك مثل في العامية اللبنانية يقول “طعمي الخمسة لتأكل العشرة” بما معناه أن تضحي بجزء مما تملك لتكسب أضعاف ذلك فيما بعد. في عالم الشطرنج تسمى هذه الخطوة Pawn Sacrifice حيث يضحي اللاعب بالبيدق ليكسب ما هو أكثر منه قيمة.

أبسط مثال على هذا في عالم الشركات حين يعطيك مندوب المبيعات عينة مجانية بهدف جذبك لشراء المنتج. و هذه النظرية تطبق في أكبر خطط التسويق و في كبرى الشركات.

و من أكبر هذه الخطوات ما قامت به شركة غوغل على مدار ٥ أعوام، إليكم التفاصيل.

منذ حوالي ٥ أعوام أعلنت غوغل عن خدمة إضافية لكل من يشتري جهاز غوغل بيكسل pixel و هي عبارة عن خدمة تخزين للصور غير محدودة الحجم على الcloud عن طريق تطبيق google photos و بدقة الصورة الأصلية. و كانت هذه الخدمة عبارة عن البيدق الذي تضحّي به غوغل بهدف مكسب أكبر كما سنذكر لاحقا. تهافت الناس لشراء أجهزة بيكسل من غوغل و قام الكثير بالإشتراك في خدمة google photos غير محدودة الحجم بهدف حماية صورهم و ذكرياتهم على سيرفرات غوغل الحصينة. لكن ما لم يدركه كثير من الناس أنه خلال رفع الصور عن طريق هذا التطبيق تقوم غوغل باستخدام هذه الصور لتعليم خوارزميات الذكاء الإصطناعي لديها و زيادة دقتها و فعاليتها فبدأ الناس يجدون خيارات جديدة في التطبيق مثل تصنيف الصور حسب الأشخاص الظاهرين فيها أو اذا كانت صور طعام أو صور حيوانات أو صور طبيعة و قس على ذلك، فازداد اهتمام الناس في هذه الخدمة “المجانية” و على مدار ٥ سنوات كانت غوغل تقوم بستخدام هذه الداتا الضخمة لتحسين انظمتها و خوارزمياتها.

و في نوفمبر الماضي، حصدت غوغل نتاج تضحيتها بالبيدق. حيث قامت الشركة بالإعلان عن توقف خدمة التخزين غير محدود الحجم “المجانية” لجميع عملاءها في حزيران ٢٠٢١ و العودة للتخزين على google drive بسعة ١٥ جيجا مشتركة بين خدمات غوغل لنفس الحساب و من يريد سعة تخزين أكبر عليه دفع مبلغ شهري مقابل سعة تخزين معينة (التفاصيل و المصدر في التعليقات). بمعنى آخر تقول غوغل ” شكرا لكل من أعطانا الصلاحية لاستخدام ملفاته الخاصة لتطوير برامجنا و شكرا لكل من اشترك في هذه الخدمة “المجانية” لكنها الآن لم تعد مجانية…كش ملك”. بذلك تكون غوغل قد ضحّت بالبيدق لتنال من الملك.

لكن هذا الموضوع يفتح المجال أمام تساؤلات عدة و منها، الأخبار التي تفيد بأن غوغل تعمل على اعطاء المستخدم امكانية حجب معلوماته عن شركات الإعلانات و التطبيقات مثل فيسبوك و ذلك من باب الشفافية في تعقب معلومات المستخدمين. الغريب في الأمر أن أحد أعمدة امبراطورية غوغل هو تجميع المعلومات من جميع تطبيقاتها و استخدامها لأغراض إعلانية. فهل غوغل تقوم بهذه الخطوة لتجنب ما تواجهه فيسبوك من حملات شرسة بسبب انتهاكها خصوصية المستخدمين و لتكون في المقلب الآخر من الصراع بجانب آبل؟ أم هي مجرد تضحية بالبيدق لتنال من ملك آخر و تأخذ مكانه في السوق الرقمي؟

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *