فخ المطعم الفاخر

صديقي حسن:
يدخل إلى مطعم يقدّم أشهى و أفخم المأكولات، و لكن لتناول هذه الوجبة عليه أولاً الإنتظار في ردهة ضيقة مع عشرات الأشخاص بدون تكييف، و العرق بتصبب منهم لمدة ساعتين أو ثلاث. و حين يأتي دوره ينادي عليه النادل باحتقار و تكبّر “إجلس هنا بسرعة، خذ وجبتك، كلها بسرعة لا وقت لدي”، ثم يخرج من المطعم منهكاً. تتصل به زوجته طالبةً مرافقتها إلى السوق فيعتذر “انا متعب جدا و لا أقوى على فعل أي شيء”

صديقي عبدالله:
يدخل إلى مطعم العم أحمد ويطلب “ساندويش فلافل”، في أقل من دقيقة يقدم له العم أحمد ما طلب مع ابتسامة عريضة و يسأله عن حال العائلة فيجيب “الحمد لله، رزقت بمولودة ثانية الأسبوع الماضي و انا ذاهب الآن مع زوجتي إلى السوق لشراء بعض حاجاتها”.

للتوضيح، انا لا أسرد خصوصيات أصدقائي في هذا المقال، أنا أحاول قدر الإمكان تسليط الضوء على حالة غريبة صادفتها مع بعض أصدقائي الحقيقيين.

حسن يمثّل الشاب المندفع الذي يعطي كل وقته للعمل مقابل دخل شهري يضعه في لائحة “الأغنياء”، برأيه طبعا. يريد أن يحصل على أفخر الوجبات(أعلى راتب) مهما كلّف الأمر من تضحية بصحته في بيئة عمل صعبة، او من تنمر و احتقار ممن هم أعلى منه في الشركة، أو على حساب وقته المخصص لعائلته.

و عبدالله عرف مقدار التوازن بين الحياة الشخصية و العمل، فلم يكن الراتب الأعلى هدف و إنما الراتب الذي يكفي لتأمين حياة كريمة لعائلته محافظاً على صحته.

و من هنا، نصيحة لكل شخص يحاول الإختيار بين وظيفة و أخرى.
لا تبحث على الراتب الأعلى أولاً.
إبحث عن بيئة عمل مريحة، عن مدير جيد يطوّر مهاراتك، عن فريق يُنسيك ضغط العمل فلا تشعر بمرور الوقت معه.
إذا وجدت هذا، عندها فاسأل عن الراتب و ابحث عن الأعلى، و إلا وضعت نفسك في قفص مع الأسود لن تخرج منه سليماً معافى.

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *