إدوارد سنودن – أحد أبرز الناشطين في مجال حماية الخصوصية و الأمان السيبراني و موظف سابق لدى CIA، يوصي بشكل عام باستخدام البرامج المفتوحة المصدر (open source) لأنه من الصعب استخدامها لتتبع و تخزين معلومات المستخدمين دون علمهم لأنه يمكن لأي مبرمج مراجعة الكود الخاصة بهذه البرامج و التبليغ في حال وجود أي برمجة خبيثة داخلها. أما البرامج الأخرى (مغلقة المصدر) فلا يمكن قراءة الكود الخاص بها إلا من قبل الشركة المنتجة و بالتالي لا يكون المستخدم على يقين عما يجري داخل التطبيق. طبعاً هناك أسس و قوانين تنص على خصوصية المستخدم لكن دائما يوجد تلاعب في هذا الموضوع بغرض كسب المال.
فنجد مثلاً شركة فيسبوك و تطبيقاتها الثلاثة (واتساب و فيسبوك و إنستاغرام) تجمع ما يحلو لها من معلومات المستخدمين و تتخفى دائما وراء مبدأ الanonymity أو إخفاء هوية المستخدم فتجدها لا تربط المعلومات التي تخزنها عنك بإسمك مباشرة ولكن تربطها برقم تعريفي وهمي ID بحجة استخدامها لتمرين خوارزميات الذكاء الإصطناعي لتحسين المحتوى على المنصة. لكن ما تقوم به فعلاً هو بيع أو مقايضة هذه المعلومات مع منصات إعلانات أخرى و خاصة third party مقابل أخذ داتا هذه المنصات أيضا و كل هذا دون موافقتك على ذلك بحجة أن هذه المعلومات ليست مرتبطة باسمك شخصياً إنما بالرقم الوهمي ID “البديل”.
هذه إحدى الحيل المشهورة لتفادي الصدام القانوني مع المستخدمين. و الآن ما تريد الشركة فعله هو جمع داتا أكثر من تطبيق واتساب مثل الوقت الذي تقضيه على المنصة و مستوى بطارية هاتفك و قوة إرسال الهاتف و غيرها و إضافتها للداتا الأساسية التي جمعتها سابقا من باقي المنصات. قد تقول “و ما الضرر في أخذ هذه المعلومات؟” هذه المعلومات قد تبدو غير مفيدة لك لكن لولا أهميتها ما قاموا بجمعها، قد يكون دمجها مع معلومات سابقة يعطي نتيجة جديدة أكثر دقة لهم.
الآن، كما ذكرت سابقاً، سأعطي بعض النصائح لاستخدام هذه المنصات مع تقليل المعلومات المجموعة للحد الأدنى.
أولاً، بالنسبة لواتساب الحل الأفضل يكون بالإستغناء عن هذا التطبيق و اللجوء إلى بديل يحافظ على خصوصية المستخدم. و تطبيق Signal هو الأكثر شهرة في هذا المجال إذ أنه بُني على مبدأ واحد، و هو خصوصية المستخدم. و بالمناسبة، Signal مفتوح المصدر و لا يمكن في المستقبل إضافة أي من هذه البرمجيات الخبيث مثل واتساب دون كشف ذلك مباشرة.
ثانياً، بالنسبة لفيسبوك و إنستاغرام، أول حطوة يجب فعلها هي الإستغناء عن التطبيقات كلياً و استخدام المنصة من متصفح الويب لأن التطبيقات تجمع داتا المستخدم على مدار الساعة بينما حين تستخدم المتصفح يمكنها جمع الداتا فقط و انت تتصفح الموقع و عندما تغلقه تتوقف تماما.
كما و يمكنك منع المتصفح من استخدام المايكروفون لمستوى أعلى من الخصوصية.