التقييم المهني من أدق و أهم العمليات في بناء الشركة المثالية. كما و ينعكس إيجاباً على تطوير مسيرتك المهنية. من شبه المستحيل التطور و التقدم في مجال ما دون تقييم الحاضر و ما مرّ منذ آخر عملية تقييم. في عالم الشركات الكبرى تجد العديد من مدارس و أساليب التقييم على المستوى الفردي أو على مستوى الشركة ككل. و في مسارك المهني أو في إدارتك لأعمالك ستقف في نهاية كل تقييم لتقدّمك و تسأل عن كل مشروع تعمل به، “هل يجب أن استثمر موارد أكثر أو أقل في هذا المشروع بناءًا على نتائجه الحالية و فرصه المستقبلية؟”
وفي الواقع هذه الطريقة في التفكير يكون فيها انحياز كبير لأنك تستثمر شغفك و حبك للعمل في هذا المشروع و من الطبيعي أن تريد إستثمار المزيد في ما تحب. لذلك يلجأ المخططين الإداريين و رجال الأعمال إلى نظرية “Zero-Based Thinking” و التي وضعها براين ترايسي كأهم أدوات التخطيط الإستراتيجي في عالم الأعمال أو على المستوى الشخصي. هذه النظرية تقول، بدل أن تسأل نفسك “هل أستثمر أكثر أو أقل في هذا الموضوع؟” يجب أن تسأل “هل يجب أن أستثمر أصلا في هذا الموضوع؟”. و بالتالي انت تساوي كل الإنحيازات الشخصية ب”صفر” و تقرأ الأرقام كأنك لم تدخل في هذا المجال بعد، و على هذا الأساس يكون قرارة أكثر دقة.
وعلى الصعيد الشخصي، و في نفس الإطار، يوجد نظرية KWINK أو “Knowing What I now Know” و التي تقتضي أن تسأل نفسك: “لو كنت أعلم ما أعلمه اليوم و قبل أن أبدأ هذا المسار، هل كنت سأبدأه؟”.
هذه الطريقة تجعلك تقيّم العمل بموضوعية أكثر و تحذف علاقة الحب التي بنيتها مع العمل مع مرور الوقت و التي تعتبر من أنواع الComfort Zone و قد تكون مضرّة في بعض الأحيان، فتنظر نظرة خارجية للموضوع و تقيس ما بتّ تعلمه الآن لو كان عندك قبل دخول هذا المجال، هل كنت ستدخله أم لا.
إذا ما طبقت هذه النظرية في عملك أو حتى في حياتك الشخصية، حتماً ستساعدك لتحديد أهدافك بدقة أكثر و تساعدك للوصول إليها بوقت أقصر.