التأمل”meditation” يعد من أقوى أدوات العقل البشري لاستنباط الأفكار وتحليل المعلومات والخروج منها بتحاليل ومعلومات جديدة.
مارسه الكثير من عباقرة العلم و كان دائما على شكل عزلة في مكان معين بعيدا عن الناس مع شي يحفز العقل على التفكير.
آينشتاين كان ينعزل في مكتبه يدّخن الغليون و يفكّر في معادلاته. تسلا كان يحب الجلوس طويلا بين اختراعاته الكهربائية. الرهبان و علماء الدين كانوا ينعزلون في الكهوف أو في أعالي الجبال لممارسة التأمل.
القاسم المشترك بين جميع من ذكرت هو غزارة العلم في اختصاصهم، فهم قد وصلوا إلى أعلى مستويات العلم و يلجؤون إلى التأمل لتحليل ما لم يسبقهم عليه أحد.
في زماننا الحاضر، و مع إعطاء منصات التواصل الإجتماع المجال لكل من أراد نشر أفكار معينة، نشهد حملة غريبة و كبيرة ممن يدّعون التأمل و التفكر و الوصول إلى تحاليل معينة تتنافى مع المنطق العلمي و العقلي. و يحصد هؤلاء أعداد كبيرة من المتابعين إما عن جهل أو بسبب ألاعيبهم العقلية الملتوية في الإقناع. منهم من يحاول إثبات عدم كروية الأرض، أو ان الخروج من الغلاف الجوي مستحيل، أو أن اللقاح فعلا يسعى إلى السيطرة على عقول البشر و غيرها من الأفكار العجيبة اللامنطقية. جَهِلَ هؤلاء أن الحجر الأساس للتأمل هو غزارة العلم في المجال و ليس فقط الإنعزال.
العقل مثل محرك السيارة و العلم هو زيت المحرك. فإذا ما حاولنا تشغيل هذا المحرك بدون زيت فإنه سيعمل لفترة قصيرة و لكن في ذلك الحين يتآكل و ينهار من داخله وبعدها سيتوقف عن العمل. فلا تنسى أن “تزيّت” عقلك بالعلم قبل أن تدعي التأمل و إلا لن تجد غير الجنون سبيلا.
”الجهل الحقيقي ليس في غياب المعرفة، بل في رفض اكتسابها”
~كارل بوبر