دائماً ما كنت أجد نفسي أقضي الساعات في إتمام ما يمكن انجازه في ساعة واحدة أو أقل. اذا ما كنت أكتب مقالاً او أنتج محتوى فيديو فإنني حتى بعد الإنتهاء من اساس العمل امضي المزيد من الوقت “لتحسين” المحتوى. و هذا ما يسمونه Perfectionism. إلى أن مررت بقول شيريل ساندبيرغ : “الإنتهاء خير من السعي إلى الكمال”
“Done is better than perfect”
تفكرت مليًّا في هذه العبارة و وجدتها فعلا تصف العلاج لما أعاني منه أو قد يعاني منه الكثير من الناس. و لمقاربة الموضوع بشكل رياضي سأضيف مع المنشور رسم بياني يوضح ما أريد قوله. إذا ما اعتبرنا الخط الأحمر هو نتيجة العمل الذي نقوم به مع مرور الوقت و الخط الأزرق هو مستوى “الكمال”-كما يقولون- و الذي لن يصل أحد إليه، نجد أنه في أول ٦ ساعات أنجزنا ما يقارب ٨٠% من العمل، و لكن في الست ساعات التالية انجزنا ما هو أقل من ١٠% من العمل و هكذا كلما قضينا وقتاً أطول قلّت نسبة إنتاجيتنا.
كثير من الناس تجده في سعي أبدي نحو الكمال ظنّاً منه أنه الصواب لتصنيع منتج مثالي، و لكنه في الحقيقة عالقٌ في حلقة مغلقة و لا يتقدم.
فالخط الأحمر و الأزرق لا يلتقيان أبداً مهما تقاربا. لذلك فإن السعي الدائم للكمال يولّد الشلل.
أفضل حل وجدته لتفادي هذا الشلل هو وضع مواعيد إنتهاء لكل عمل deadlines مع الإلتزام بها فصرت أسعى إلى أن أصل مثلاً إلى ٨٠% مع انتهاء الوقت. و هذا ما انصح كل من يعاني من هذه “المتلازمة” بفعله و سيجد إنتاجيته قد تضاعفت بشكل كبير.